ما هو مفهوم الاستدامة؟ لماذا تعتبر الاستدامة مهمة للشركات؟
دائمًا ما تتخذ الشركات قرارات استراتيجية حول شكل وطبيعة سياسات الاستدامة المؤسسية الخاصة بها. والشركات التي تدمج مفهوم الاستدامة في عمليات صنع القرار لديها، بالإضافة إلى الفوائد البيئية والاجتماعية، ستجني مزايا مالية كبيرة وستجذب المزيد من اهتمام المستثمرين، وهو أمر أساسي لتحقيق الربحية على المدى الطويل.
وتبدأ عملية جعل المنظمات أكثر قدرة على المنافسة من خلال إدراك أبعاد المشكلة المطروحة وإدراك مدى ضرورة إجراء تحسينات، سواء بالنسبة للمنظمة أو بالنسبة للبيئة. ويهدف هذا المورد إلى مساعدة أصحاب الأعمال والمديرين والقادة على جعل مؤسساتهم أكثر وعيًا بالبيئة.
ما هو معنى مفهوم الاستدامة ؟
وببساطة، فإن مفهوم الاستدامة هو نهج عمل يساهم في تطوير القيمة على المدى الطويل ويأخذ في الاعتبار المناخ البيئي والاجتماعي والاقتصادي لكيفية عمل مؤسسة معينة. وقد تأسس مفهوم الاستدامة على فرضية أن تنفيذ مثل هذه الاستراتيجيات يُعزز من استدامة الأعمال.
وتدرك الشركات مدى الحاجة إلى العمل على الاستدامة في ظل نمو معايير مسؤولية الشركات، وعندما أصبحت المساءلة أكثر شيوعًا. ولم يعد التفاعل المهني والنوايا الحسنة كافيين. لكن الاستدامة، اعتمادًا على إطار السوق، قد يكون لها عدة معانٍ. وفي هذا المقال يمكنك فهم كيفية تنفيذ هذا المفهوم من حيث المناخ وممارسات التوظيف وممارسات المنظمة.
الاستدامة البيئية
يمكن القيام بحماية البيئة بعدة طرق، مثل إنشاء مسارات بديلة في عملية التصنيع لتقليل النفايات الناتجة وتحسين استخدام المياه والكهرباء. ويحظى الاستثمار في الطاقة المتجددة أيضًا بزخم بين المؤسسات الكبيرة. حيث تقوم العديد من المنظمات ببناء مزارع للطاقة الشمسية أو مزراع طاقة الرياح الخاصة بها للتخلص التدريجي من استهلاك الوقود الأحفوري وتقليل انبعاثات الكربون.
ويستمر التغير المناخي، والذي يُعد أحد أكبر المشاكل في عصرنا، في التأثير على كيفية قيام الشركات بأعمالها. حيث تُظهر بيانات CDP أن 215 شركة من أكبر الشركات في العالم أعلنت العام الماضي أنها شهدت وجود ما يقرب من 1 تريليون دولار من الاستثمارات في خطر بسبب التغيرات المناخية، ولكنها شهدت أيضًا ظهور 2 تريليون دولار من الفرص. وبالتالي، فإن الريادة المناخية هي مفتاح لضمان استمرارية الشركات في العقود القادمة.
إنها فرصة رائعة للمؤسسات لإثبات ريادتها المناخية بالحصول على شهادة محايدة انبعاثات الكربون بموجب مخطط المناخ النشط، وهو برنامج حكومي أسترالي يصادق على الشركات أو السلع أو الأنشطة أو المباني التي يمكنها تحييد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ونظرًا لأن العملاء كانوا ومازالوا يطالبون بتغير مناخي عاجل، فإن هذه الشهادة ستساعد في تعزيز سمعة الشركات.
الاستدامة والتوظيف
تدفع الشركات التي لديها خطط استدامة طويلة الأجل أجور ومزايا لموظفيها لتشجعهم على عيش حياة مستدامة داخل منطقة إقامتهم. وهذا يولد الثقة داخل المنظمة، ويساعد الشركات من خلال زيادة الكفاءة والابتكار، فضلاً عن انخفاض مستويات التلاعب وسوء الإدارة.
بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لأن الشركات تهدف إلى تعزيز صحة المجتمعات ورفاهيتها، فيمكنها تحفيز العمال الذين يشاركون بإخلاص في المساهمة في نجاح الشركة.
الاستدامة في ممارسات الأعمال
أبدت الشركات اهتمامًا بإدماج عناصر الاستدامة في قلب الأعمال وذلك بسبب طلبات العملاء المتزايدة على السلع والخدمات التي لها تأثير ضئيل على الأنظمة البيئية. كما أن طلب المستثمرين، الذين ينظرون بالفعل في مدى المسؤولية الاجتماعية للشركات ودورها في تلبية احتياجات المجتمع، يُعد قوة دافعة أخرى وراء ذلك كعامل حاسم في اختيارهم للمنظمات لاستثمار الأموال فيها.
وقد أصبح الاستثمار المستدام ممارسة معيارية لدمج المتغيرات البيئية والاجتماعية ومتغيرات الحوكمة (ESG) في قرارات الاستثمار. وتذهب الشركات لأبعد من مجرد الرغبة في تحقيق الأرباح، كما يتضح من جهودها المتزايدة لتطوير السياسات البيئية الداخلية وكذلك الانخراط في الاتجاهات العالمية، مثل التوافق مع موضوعات أهداف التنمية المستدامة (SDGs) –المُقترحة من قِبل الأمم المتحدة لتوجيه المنظمات في تنمية سياسات الاستدامة.
لذلك، أصبح إدخال المفاهيم البيئية في ممارسات الشركات أمرًا سائدًا. ومن المرجح أن تفقد الشركات التي لا تتبع هذا النمط موثوقية المستثمرين، فضلاً عن فرص توليد الدخل وإمكانية أن تصبح مثالاً يُحتذى به في المجتمع. هل تبحث عن طرق لمؤسستك لتنفيذ مفهوم الاستدامة؟ اتصل بمقدمي الخدمات الرائدين أو استشر متخصصي الاستدامة اليوم!